قرار الفيدرالي الأمريكي: تثبيت سعر الفائدة رغم الضغوط السياسية
أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن قراره بتثبيت سعر الفائدة الرئيسي عند النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.5%، مشيرًا إلى أن “عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية قد زاد بشكل أكبر”. ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد الضغوط السياسية من إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تطالب بتخفيضات فورية لدعم الاقتصاد، إلا أن الفيدرالي اختار نهجًا حذرًا وسط تزايد المخاطر الاقتصادية المرتبطة بسياسات الرسوم الجمركية الجديدة.
تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي
فرضت إدارة ترامب في أبريل 2025 رسومًا جمركية جديدة بنسبة 145% على الواردات من الصين، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 25% على السيارات والفولاذ والألمنيوم من كندا والمكسيك. وقد أدت هذه الإجراءات إلى زيادة التكاليف على الشركات والمستهلكين، مما يهدد بارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% في الربع الأول من عام 2025، وهو أول انكماش منذ ثلاث سنوات، مما أثار مخاوف من دخول الاقتصاد في حالة ركود.
سوق العمل والتضخم: مؤشرات متباينة
على الرغم من التحديات الاقتصادية، لا يزال سوق العمل الأمريكي يظهر علامات قوة، حيث أضاف الاقتصاد 177,000 وظيفة جديدة في أبريل، مع استقرار معدل البطالة عند 4.2%. ومع ذلك، أشار الفيدرالي إلى أن التضخم لا يزال مرتفعًا، حيث بلغ 2.4% في مارس، مع توقعات بارتفاعه في الأشهر المقبلة نتيجة للرسوم الجمركية الجديدة
ردود الفعل السياسية والاقتصادية
واجه قرار الفيدرالي انتقادات من الرئيس ترامب، الذي وصف البنك المركزي بأنه “بطيء ومتأخر” في استجابته للتحديات الاقتصادية. من ناحية أخرى، أشار جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن البنك يلتزم بنهج يعتمد على البيانات، مؤكدًا أن أي تغييرات في السياسة النقدية ستعتمد على تطورات الاقتصاد.
التوقعات المستقبلية
بينما يواصل الفيدرالي مراقبة التطورات الاقتصادية، يتوقع بعض المحللين أن يتم النظر في تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة في النصف الثاني من عام 2025، خاصة إذا استمرت الضغوط التضخمية وتباطؤ النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن البنك المركزي يواجه تحديًا في تحقيق توازن بين دعم النمو الاقتصادي والسيطرة على التضخم.
تأثير القرار على الأسواق المالية
أدى قرار الفيدرالي إلى تباين في ردود فعل الأسواق المالية. شهدت مؤشرات الأسهم تقلبات، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية. كما سجل الدولار الأمريكي مكاسب طفيفة مقابل العملات الرئيسية، في حين استقرت أسعار الذهب بالقرب من مستوياتها السابقة.
Fed’s Powell Says Risks of Higher Unemployment, Inflation Have Risen