ترامب يجدد هجومه على الاحتياطي الفيدرالي بعد تقرير الوظائف القوي في أبريل
ترامب يجدد هجومه على الاحتياطي الفيدرالي بعدما أظهر تقرير الوظائف لشهر أبريل 2025 إضافة 177 ألف وظيفة مع ثبات البطالة عند 4.2 %، وهو أداء تجاوز توقعات وول ستريت
في خطابٍ حاد بولاية ميشيغان، وصف الرئيس السابق جيروم باول بأنّه «يقتل الاقتصاد» مطالباً بخفض فوري لأسعار الفائدة رغم البيانات القوية . تصريحات ترامب تزامنت مع تحوّل على شاشات وول ستريت، إذ هبط مؤشر داو جونز بأكثر من 1 000 نقطة بينما ارتفعت عوائد السندات لأجل عشر سنوات إلى 4.8 % بسبب مخاوف من صِدام جديد بين البيت الأبيض والفيدرالي , ومع احتدام الجدل، أكد مصدر داخل البنك المركزي أن «البيانات، لا السياسة، هي ما يوجّه قراراتنا»
تقرير الوظائف: أرقامٌ أقوى من المتوقع
وزارة العمل أعلنت أن الاقتصاد أضاف 177 ألف وظيفة في أبريل مقابل توقعات وول ستريت البالغة 130 ألفاً، بينما ظلّ معدل البطالة مستقراً عند 4.2 %، فيما نمت الأجور السنوية بنسبة 3.8 % هذه الأرقام أكّدت استمرار متانة سوق العمل على الرغم من تصاعد التوترات التجارية ورسوم ترامب الجمركية الجديدة على الصين
تأثير مباشر على توقعات الفائدة-
المحللون في «باركليز» و«غولدمان ساكس» قالوا إن البيانات دفعتهم لتأجيل توقُّع أول خفض للفائدة من يونيو إلى يوليو، مع ترقّب ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في 2025 بدلاً من أربعة الرسالة الضمنية للفيدرالي كانت واضحة: لا داعي للعجلة في ظل سوق عمل ما زال متيناً
ترامب يُشعل المعركة مع الاحتياطي الفيدرالي
تصريحات هجومية متجددة-
في تجمع انتخابي بولاية ميشيغان، قال ترامب: «أعرف عن أسعار الفائدة أكثر مما يعرفه باول بكثير، صدِّقوني» وبعد ساعات غرّد واصفاً رئيس الفيدرالي بأنّه «خاسر كبير» محذّراً من تباطؤ مالي ما لم تُخفض الفوائد فوراً وفي مقابلة لاحقة مع وكالة AP وصف البنك المركزي بأنّه «عقبة تقتل الوظائف الأمريكية»
خلفيّة الصدام الطويل-
منذ 2018 والبيت الأبيض السابق يشكو من «تشديد غير ضروري»، لكن اللهجة أصبحت أعنف عقب تعيين باول لولاية ثانية مطلع 2024. إعادة الهجوم بعد فترة هدوء نسبي تشير إلى محاولة ترامب استخدام الاقتصاد ورقةً رئيسية في حملته الانتخابية لعام 2026.
ردّ الفيدرالي والأسواق
موقف باول-
مصدر داخل الفيدرالي نقل لصحيفة «واشنطن بوست» أنّ المجلس «لن يردّ على التغريدات»، وأنّ «البيانات، لا السياسة، ستوجّه قراراتنا»تصريح آخر لوكالة «رويترز» شدّد على أنّ قوة سوق العمل تعطي مبرراً للإبقاء على الفائدة بين 4.25 و4.50 % حتى تبيّن أثر الرسوم الجمركية على التضخم
تفاعل الأسواق-
هجوم ترامب أعقبه هبوطٌ بـ 1 000 نقطة في مؤشر داو جونز وسط مخاوف من صِدام مؤسسي قد يقوِّض الثقة في السياسة النقدية في المقابل، ارتفعت عوائد السندات لأجل عشر سنوات إلى 4.82 %، بينما اتجه الدولار للاستقرار مدعوماً بالقراءة القوية للأجور.
العوامل التي تغذي موقف ترامب
تباطؤ الثقة الاستهلاكية: استطلاعات جامعة ميشيغان أظهرت تراجع مؤشر المعنويات إلى أدنى مستوى في عام نتيجة مخاوف من التعريفات
ضغوط من وول ستريت: بعض الرؤساء التنفيذيين، خاصة في قطاع الصناعات التحويلية، يدعمون خفض الفائدة لتعويض تكاليف الرسوم.
حاجته الانتخابية لشعار «استعادة الازدهار»: ومع القلق المتزايد من ركود، يريد ترامب إلقاء اللوم باكرًا على الفيدرالي.
السياق الاقتصادي الأوسع
الرسوم الجمركية وتأثيرها-
التعريفات بنسبة 145 % على السلع الصينية تضيف ضغوط تكلفة يُحتمل أن ترفع التضخم بـ 0.4 نقطة خلال ستة أشهر هذا يجعل الفيدرالي أكثر حذراً من خفض مبكر قد يشعل الأسعار، وهو عكس ما يدعو إليه ترامب
تقلص التوظيف الحكومي-
وزارة العمل كشفت عن انخفاض الوظائف الفيدرالية بـ 9 000 في أبريل تحت مبادرة تخفيض قوة العمل ، ما يُعقّد قراءة سوق العمل ويُبرز أثر سياسات ترامب على القطاع العام
رؤية المحللين: ما بين استقلالية الفيدرالي وحسابات السياسة
«مؤسسة بيترسون للاقتصاد الدولي» ترى أن استقلالية البنك المركزي تواجه أخطر اختبار منذ سبعينيات القرن الماضي
«جيه بي مورغان» تحذّر من ركود محتمل بنسبة 60 % إنْ كرّس الصراع عدم اليقين وسبّب انكماش استثمار الشركات
بنك «يو بي إس» يتوقع أن يؤدي الخفض القسري المبكر للفائدة إلى تدهور الدولار وارتفاع الذهب فوق 2 600 دولار للأوقية نهاية 2025
خاتمة واستنتاجات
هجوم ترامب المتجدد على الاحتياطي الفيدرالي بعد صدور تقرير وظائف قوي يسلّط الضوء على توازنٍ بالغ الدقة بين السياسة النقدية المستقلة واعتبارات السياسة الانتخابية. الأرقام الصلبة لسوق العمل تمنح باول مبرّراً للإبقاء على الوضع الراهن، لكنها في الوقت نفسه تُشكل «خطر توقُّع مبالغ فيه» لدى البيت الأبيض السابق الباحث عن أدوات ضغط جديدة. بالنسبة للمستثمر العربي، فإن تتبع حلقات هذا الصراع – من البيانات الاقتصادية إلى تغريدات ترامب وردود الفيدرالي – سيكون حاسماً لتقدير اتجاه الدولار، أسعار الفائدة، وتذبذب أسواق الأسهم العالمية خلال النصف الثاني من 2025.